موضة

عصور الموضة في قصّة

بقدر ما نحبّ الموضة وتنسيق إطلالتنا كلّ صباح قبل خروجنا، قد ننسى أحيانًا أنّ خلف كلّ قطعة في خزانتنا ثمّة مصدر إلهام أدّى إلى تحقيقها.
صورة الغلاف من Instagram.com/chanelofficial

بقدر ما نحبّ الموضة وتنسيق إطلالتنا كلّ صباح قبل خروجنا، قد ننسى أحيانًا أنّ خلف كلّ قطعة في خزانتنا ثمّة مصدر إلهام أدّى إلى تحقيقها. شهد هذا المجال على عصور عدّة أدّت بالموضة لتصبح ما هي عليه اليوم. لذا، من دون مزيد من المقدّمات، سنأخذك في رحلة عبر العصور التي أحدثت ثورة في الموضة والتي لا نزال نقدّرها حتى يومنا هذا.

لنبدأ بعشرينيات القرن العشرين التي فيها تعرّفنا إلى البريق والتألّق والفساتين الأقصر من غيرها والتصاميم البسيطة والبدلات اليوميّة. في خلال الفترة هذه، شهدنا أيضًا على تنوّع أكبر في الإكسسوارات وعلى وصول الموضة إلى مزيد من الناس، حتى السيدات اللواتي لم يكنّ ثريّات. ومع استمداد المصمّمون الإلهام من الأفلام والفنّ لابتكار الأزياء، أصبحت الملابس وسيلة للتعبير.

وفي خمسينيات القرن العشرين، شهدت الموضة على تطوّر ملحوظ، لكن ليس قبل اقتراب ستينيات ذلك القرن. على الرغم من أنّ البداية تمحورت حول الاحتشام، تمحورت النهاية حول التنانير القصيرة والموضة الكاشفة. وبالإضافة إلى التنانير القصيرة، سمحت القمصان المنخفضة القصّة والطبعات الأنيقة للنساء باعتناق أنوثتهنّ والتعبير عن استقلاليتهنّ وثقتهنّ.

ومثل الخمسينيات، بدأت ستينيات القرن العشرين مع الموضة المحتشمة والقصّات المحدودة والألوان الأساسيّة لكن انتهت بالعكس تمامًا. ونقصد بذلك الألوان الزاهية والتاي داي والطبعات الاستثنائيّة والتنانير القصيرة والشعر الطويل. فشقّت الجرأة بالموضة الطريق أمام النساء ليتباهين بشخصيّتهنّ وحسهنّ بالأناقة، بينما يكشفن مزيد من بشرتهنّ أكثر من أيّ وقت آخر في العقود السابقة.

كان العقد السابع من القرن العشرين زمن الموضة اللافتة. أصبح الناس – الرجال والنساء على حدّ سواء – أكثر بهرجة وبدأوا يغامرون بخياراتهم المتعلّقة بالموضة إذ شكّل كلّ من الجلام روك والبانك والديسكو وأنواع الموسيقى المخدّرة والأفلام مثل Grease و Saturday Night Feverالمصادر الأساسيّة للإلهام.

في الثمانينيات، أصبحت ألوان النيون والأنماط المفصّلة والطبعات والملابس الجريئة ذات الأكتاف المحشوة مركز الاهتمام. وكان شعار العقد "كن على طبيعتك"، الأمر الذي سمح للناس أن يطلقوا العنان لجرأتهم ويتحرّروا كما يحلو لهم.

ظهر أسلوب أقلّ تكلّف في التسعينيات، وكان عقدًا مثيرًا للاهتمام في الموضة. ففيه تخلّينا عن الأكتاف المحشوة والشعر الكبير التي رأيناها في الثمانينيات إذ استقبلت الموضة الفساتين الشبيهة بقميص النوم والقمصان الغرافيكية وسراويل الجينز الفضفاضة والأقمشة المعدنيّة والإطلالات الفوضوية – مستمدّة الإلهام بالأغلب من الفنانين مثل بريتني سبيرز.

توصلنا الرحلة هذه أخيرًا إلى الألفية الجديدة حيث اتّخذت الموضة مأخذًا مستقبليًّا. تمحور العقد هذا حول الملابس الإثنيّة وموضة الهيب هوب والملابس الرياضيّة والألوان المعدنيّة والأنماط باللونين الأسود والرمادي والتنانير المكسّرة والتنانير الجلديّة وقمصان الحفلات الموسيقية والأوشحة الملبوسة كتوبات وفساتين الكوكتيل والتوبات ذات الأربطة. وشهد أيضًا على ظهور الفرو الاصطناعيّ والمواد المعاد تدويرها ومفهوم السرعة والموضة المناسبة.

واليوم، أصبحت بالفعل الموضة الطريقة الأسمى ليعبّر الناس عن أنفسهم إذ يمكن أن تعيد دور الموضة إحياء أيّ عقد يبدو أنّه يحاكي جمهورها بشكل أفضل. وبينما يستكشف هذا المجال أكثر الصيحات التي رسمت مسيرة تطوّره، ننتظر بتشوّق لرؤية ما يخبّئه لنا المستقبل.

مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد