بصفته مصمّم أحذية وفنّان أيقونيّ، أضفى كريستيان لوبوتان لمسته الخاصّة على الأحذية وعادَ ليذكّرنا بالحقيبة الرّائعة المحبّبة كثيراً على طريقته المميّزة المذهلة. ويعودُ الفضل في ذلك إلى موهبته الفريدة في مزج الطّبعات الرّاقية مع الملمس الرّائع، مبدعاً بذلك قطعاً راقية تُحاكي أسلوب المرأة الجذّابة الغامضة. وهذا الموسم، تجسّد مفهوم الحقيبة الرّائدة في حقيبة Paloma.

ما السّبب الذي دفعكَ إلى تصميم الحقائب؟

في أوّل متجر فتحته العلامة في شارع Jean-Jacques Rousseau في باريس، كان عدداً كبيراً من الزّبونات يسألني عن ما إذا كنّا نبدع حقائب تتماشى مع أحذيتنا، ليس التّماشي على مستوى الألوان ولكنّهنّ أحببنَ تفاصيل موجودة على الأحذية فتمنّينَ الحصول على حقيبة مزيّنة بالتّفاصيل عينها. ولطالما كنّ يأخذْنَ برأيي في ما يختصُّ بالحقيبة التي يجب أن يحملنَها مع الأحذية التي أبتعْنها. وفي مساعدتي لهنّ في هذا الخصوص، كنتُ أقومُ برسوم تخطيطيّة للحقائب التي أتخيّلها فترى الزّبونة كلّ من الحجم والشّكل المناسب الذي أتكلّم عنه.

ما هي الحقيبة الأولى التي أبدعتها فعلاً؟

إنّها حقيبة ‘Newspaper’ التي أبدعتها إستناداً إلى أسئلة زبونة معيّنة. كانتْ حقيبة يد صلبة ولا زلتُ أبدع نسخات مختلفة منها في مجموعاتٍ عدّة حتّى يومنا هذا.

ما هي الحقيبة المفضّلة لديك؟

أحبُّ حقيبة اليد Maykimay المصنوعة بالكامل من سلاسل الكريستال ،غير أّنّها ناعمة وتتّسمُ بالطّابع الحسيّ، أحبُّ شكلها السّلس والمرن.

كيف تغيّرتْ مجموعات الحقائب على مرّ السّنين؟

تغيّرتْ الحقائب إستناداً إلى حاجات الزّبونات. بدأتُ بابداع الحقائب المسائيّة؛ إذ أرادتْ النّساء حقائب أصغر حجماً مع القليل من الخطوط الهندسيّة. وبعد ذلك، أصبحتُ مهتمّاً بشكل الحقيبة أكثر، إذ أردتُ إبداع أشكال محدّدة وحقيبة Paloma هي مثال على ذلك.

كيف تختلفُ عمليّة تصميم الحقائب عن عمليّة تصميم الأحذية؟

ما يثيرُ الإهتمام في عمليّة تصميم الحقائب هو إمكانيّة إضافة التّفاصيل في داخلها  من دون التّعديل في شكلها الخارجيّ، فتبقى بذلك وفيّة للرسم التّخطيطيّ. ولكن في عمليّة تصميم الأحذية، يجبُ التأكّد من أن لا تساهم التّفاصيل في تغيير شكل القطعة، إذ يجب على هذه القطعة أن تدعم الإمرأة التي تلبسها.

هل تختلفُ العمليّة الإبتكاريّة في هذه الحالة؟

تُضفي الأحذية طابعاً معيّناً على إطلالة المرأة، غير أنّ الوضع يختلفُ مع الحقيبة، إذ إنّ طريقة حمل المرأة لها تضيفُ لمسةً ونظرة معيّنة يجب أخذها في عين الإعتبار في عمليّة الإبداع. مثلاً، لقد عمدنا التّركيز على جوانب حقيبة Paloma، إذ إنّ الجانبين الأماميّ والخلفيّ لا يظهران عند حمل المرأة للحقيبة فيظهر الجانبين فحسب.

ما المفهوم الذي تجسّده حقيبة Paloma ؟

يعودُ المفهوم الذي تجسّده حقيبة Paloma  إلى مجموعة ‘Trash’ التي تضمّنتْ أحذية وحقائب منمّقة بتفاصيل مجسّدة للحياة وموجودة في الأتيلييه التي تمّ إبداع الحقيبة فيها.  فغطّتْ بطاقات المترو وعقائب السّجائر ورسائل الحبّ والطّوابع وتفاصيل حياتيّة عامّة هذه القطع، مجسّدةً بذلك  قصصٍ وقعتْ في زمانٍ ومكان معيّنين. وتجسّد حقيبة Paloma قصّة إكتشاف الشّاب للعالم في باريس، وذلك من خلال تعرّفه إلى فتاة إستعراض. فجسّدتْ هذه القطعة التّصاميم التي ترتديها الرّاقصة وما يحصل في غرف تغيير الملابس في الكواليس حيث تتحضّر لظهورها فتتحوّل إلى الشّخصيّة التي تريدُ تمثيلها. فتجسّد هذه الحقيبة ظلمة الكواليس والعناصر المزيّنة بطبعة الفهد، من رداء الحمام إلى الملابس الدّاخليّة المَرميّة في حجرة الملابس والأضواء السّاطعة التي تزيّن المرايا. ولا تجسّد حقيبة Paloma راقصةً واحدة فحسب، إذ تتّسمُ كلّ فتاة بشخصيّةٍ مختلفة، ولكن تشكّل سمات الأنوثة عنصراً مشتركاً تميّزتْ به هذه النّساء.

فاذن، هل إستوحيتَ من عالم كواليس فتاة الإستعراض في خلال إبداعكَ لهذه الحقيبة؟

أجل، إنّها تجسيد لكلّ العناصر التي تراها في حجرة الملابس ووراء الشّاشة في المسرح وفي فتاة الإستعراض أيضاً. إنّ حقيبة Paloma بمثابة فتاة إستعراض فتجسّد مقابضها سيقان الرّاقصة التي تُظهرها للجمهور من خلال السّتارة.

هل تعتبر أنّ هناك قاسماً مشتركاً  يجمع بين المرأة التي تحمل حقيبة Paloma وفتاة الإستعراض؟

هناك عناصر مشتركة بين كلّ إمرأة وفتاة الإستعراض  التي تعرضُ الرّيش الذي ترتديه، ولكن تجسّدُ حقيبة Paloma عناصر الأنوثة الكلاسيكيّة. ليس من الضّرورة أن تكون حاملتها فتات إستعراض، ولكنّها، وبكلّ تأكيد، تتسّم بالأنوثة وتستمتع بها.

ما رأيكَ في العلاقة التي تجمعُ المرأة بحقيبتها؟

الحقيبة هي بمثابة دفتر مذكّرات المرأة، إنّها أكثر صدقاً منها حتّى. إذا ألقينا نظرة على حقيبتها من الدّاخل، نرى كلّ عناصر حياتها، إنّها بمثابة إعلان عن فيلم يروي قصّة حياتها. إنّها فعلاً بمثابة قصّة حياتها، لذلك نلاحظ أنّ الحقائب تكون كبيرة في العادة، إذ إنّ المرأة تأخذُ معها كلّ شيء ستحتاجه في خلال اليوم. وتمرُّ المرأة بمراحلٍ عدّة كلّ يومٍ من حياتها وحقيبتها بمثابة خريطة يومها التي لم يتمّ التّعديل فيها.

ما هي العلاقة التي تجمعُ بين حقيبة من تصميم كريستيان لوبوتان وأحذية من العلامة نفسها؟

أعتبرُ أنّ الحقيبة هي توأم الأحذية وهذا ما يدفعني إلى طرح السّؤال التّالي: ما هي العلاقة التي تجمعُ توأمين بالنّسبة لي؟ أعتقدُ إنّها العلاقة التي تجمعُ  بين شخصين يتّسمان بالشّخصيّة نفسها ويتحدّران من العائلة نفسها- ‘إنّهما شخصان يهتمّان بأدقّ التّفاصيل، ويدقّقان في النّوعية ويتّسمان بالطّابع المرح والأنثويّ في الوقت عينه. هذه هي الخصائص التي تجمعهما، غير أّنّهما يتميّزان، في الوقت نفسه، بهويّتين مختلفتين. مثلاً، إذا كنتِ تتناولين غدائكِ مع فردٍ واحد من التّوأمين، لا تشعرين أنّ الشّخص الذي أمامكِ غير مكتمل من دون وجود الثّاني. إنّهما يتمتّعان بشخصيّتين مستقلّتين.

ولا تتأثّرُ تصاميم الحقيبة بطابع وتفاصيل الأحذية فحسب، إذ إنّها تتّسم بطابعٍ مستقلّ تتميّز به.

تتوفّرُ حقيبة Paloma في حجمين، هل هذا الشيء ضروريّ للمرأة؟

طبعاً! يمكن للحقيبة نفسها أن تبدو حقيبة سفر عند حمل الإمرأة القصيرة لها، لذلك وإستناداً إلى طول الإمرأة، يجب أن تتوافر لها فرصة إختيار الحقيبة المناسبة. ولاحظتُ أيضاً في خلال رحلات السّفر التي قمتُ بها، أنّ بعض الثّقافات تلزمُ النّساء بحجم حقيبة معيّن. ويتشبّه تصميم حقيبة Paloma بفنّ الأوريغامي، إذ يمكن التّعديل في حجمها فتصبحُ أكبر.

هل تعتقد أنّ النّساء يعتبرنَ الحقائب عمليّة أكثر من الأحذية؟

إنّ تشبّه الحقيبة بدفتر مذكّرات المرأة يعني أنّه عند القيام بفتحها، تظلُّ بعض الحاجات الحياتيّة مخبّأة. لذلك يجب أخذ بعض إستعمالات الحقيبة بعين الإعتبار عند شراءها. ولكن هذا لا يؤثّر على  الحماس الذي تثيره هذه العمليّة، بغضّ النّظر عن الجانب العمليّ. فلاحظتُ أنّ النساء نوعان: نساء يفضّلنَ الأحذية ونساء أخريات يفضّلنَ الحقائب.